روح الروح للإغاثة والتنمية
شام رائد حاتم عياد
الاسم :

شام رائد حاتم عياد

تاريخ الميلاد :

2022-11-21

الجنس :

أنثى

المفقود :

الأب

تاريخ الاستشهاد :

2024-11-17

المرحلة التعليمية :

kg1

الحالة الصحية :

سليم

هل له كفيل :

نعم

اليتيمة شام الصغيرة في مخيم الزيتون: حكاية يتيمة ابنة يتيم ( مكفولة من مجموعة سعد الخير)

في حي الزيتون بمدينة غزة، الذي يحمل في كل زاوية منه ذكرى ألم وحنين، تعيش الطفلة شام ذات العامين تحت رعاية جدتها. لم تكن شام تعلم أن حياتها التي بدأت بالكاد قد خُطّت تفاصيلها بالحزن والفقد. شام، التي فقدت والدها في الأحداث الأخيرة، لم تكن يتيمة فقط؛ بل هي ابنة يتيم، فقد والدها بدوره كان قد كبر دون أبيه الذي استشهد في الحرب على غزة عام 2009.

جدتها، التي أصبحت الحاضنة الوحيدة لشام، تحمل في قلبها أثقالًا لا تحتملها الجبال. فقدت الجدة كل أفراد عائلتها تقريبًا؛ أبناءها وأحفادها، وبقيت هي وشام وحيدتين في هذا العالم الذي لم يمنحهما شيئًا سوى الدموع والصمود. كانت تروي لحفيدتها الصغيرة قصصًا عن والدها الذي كان طفلًا يتيمًا، كبر وهو يحلم بمستقبل أفضل، لكنه رحل تاركًا خلفه شام أمانة بين يديها.

في الحي، تسكن الجدة وشام في منزل متواضع يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة. كل زاوية في المنزل تحمل ذكرى لشخص غائب، وكل قطعة أثاث تتحدث عن أيام مضت لن تعود. شام، ببراءتها الطفولية، كانت تسأل جدتها دائمًا عن والدها، وعن الألعاب التي اختفت، وعن الأحضان التي لم تعد تشعر بها.

كانت الجدة، رغم الحزن الذي يملأ عينيها، تحاول أن تمنح شام شعورًا بالأمان. في إحدى الليالي، وبينما كانت تحتضن شام لتحميها من برد الشتاء، قالت لها:
"أنتِ يا صغيرتي ليست يتيمة فقط، بل ابنة أبطال. جدك استشهد وهو يدافع عن أرضه، ووالدك كان رجلًا شجاعًا يحبكِ كثيرًا. أنتِ أملنا، وستكبرين لتصبحي فتاة قوية."

لكن الحياة لم تكن سهلة. كانت الجدة تواجه صعوبة في تأمين الطعام والدفء لشام. الجيران كانوا يقدمون ما يستطيعون، لكن الفقر والحصار جعلا الحياة في حي الزيتون صراعًا يوميًا للبقاء.

في أحد الأيام، وبينما كانت شام تلعب ببعض الحصى أمام المنزل، اقتربت منها إحدى السيدات من سكان الحي. نظرت إلى شام بحنان وسألتها:
"ما الذي تفعلينه يا صغيرة؟"

أجابت شام بابتسامة بريئة:
"أبني بيتًا جديدًا لي ولجدتي... بيتًا جميلًا حيث سنعيش جميعًا مع أبي وجدي."

كانت كلماتها كالسهم الذي أصاب قلب السيدة، لكنها لم تستطع إلا أن تبتسم وتربت على رأس شام.

الأيام مرت، وشام بدأت تدرك شيئًا فشيئًا أن عالمها ليس كعالم الأطفال الآخرين. كانت ترى الألم في عيني جدتها، وتشعر بالجوع والبرد، لكنها لم تفقد ابتسامتها. كانت تحب أن تروي لجارتها قصصًا عن أحلامها:
"سأكبر، وأصبح طبيبة، وسأبني بيتًا كبيرًا لي ولجدتي، ولن نبكي أبدًا بعد الآن."

رغم كل الصعاب، كانت شام تمثل رمزًا للأمل في حي الزيتون. الجدة، التي أنهكتها الحياة، كانت تجد في شام دفئًا وسببًا للاستمرار.

وفي يوم ما، زار الحي فريق من المتطوعين. سمعوا قصة شام والجدة، وتأثروا بمدى قوتها وصبرها. قرروا دعم الجدة وشام بتوفير بعض الاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى لعبة صغيرة لشام. كانت الدمية بسيطة، لكنها بالنسبة لشام كانت تعني العالم بأسره.

بدأت الحياة تتحسن ببطء. كان الدعم الذي حصلت عليه الجدة يساعدها في توفير الطعام والدفء لحفيدتها. لكن الأهم من ذلك، كان شعورها بأنها ليست وحدها في هذا العالم.

شام، التي كبرت تحت جناح جدتها، لم تفقد حلمها. كانت تقول دائمًا:
"أنا ابنة يتيم، وجدّي كان بطلًا. سأكون قوية مثلهم، وسأجعلهم فخورين بي."

وهكذا، استمرت حكاية شام، محفوفة بالألم، لكنها مليئة بالأمل. كانت الصغيرة تمثل أملًا لكل من حولها، وتروي بقلبها الصغير للعالم أن الفقد قد يخلق أبطالًا، وأن الطفولة التي تبدو هشة قد تخبئ بداخلها قوة قادرة على تحدي المستحيل