ريماس محمد محمد حسن القهوجي، طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات، كانت تعيش في حي فقير في غزة مع عائلتها الصغيرة التي لم تكن تملك سوى الأمل والحب لتواجه بهما ظروف الحياة القاسية. كانت ريماس تحمل في قلبها أحلامًا تفوق سنها، وكانت تردد دائمًا أنها تريد أن تصبح طبيبة عندما تكبر، لتساعد المرضى وتخفف عنهم الألم الذي كانت ترى معاناته في عيني والديها بسبب الفقر والحرب.
على الرغم من بساطة حياتها، كانت ريماس تضفي السعادة على من حولها بابتسامتها البريئة وصوت ضحكاتها أثناء اللعب مع إخوتها. كان منزلهم الصغير مكانًا دافئًا، حتى وإن كان يفتقر إلى الكثير من الضروريات.
لكن الحرب المستمرة على غزة لم تترك أي مكان آمن. في إحدى الليالي الحالكة، وبينما كانت العائلة تحاول الاحتماء في منزلهم المتواضع، باغتتهم غارة جوية. لم تفهم ريماس ما يجري، ولم يكن هناك وقت للهرب. انهار المنزل بفعل القصف، وفي تلك اللحظة، صمتت ضحكات ريماس إلى الأبد.
رحلت ريماس وهي لا تزال تحمل ألعابها الصغيرة وأحلامها الكبيرة، لتصبح واحدة من مئات الأطفال الذين فقدوا حياتهم بسبب هذه الحرب القاسية.
ذكراها تبقى شاهدة على معاناة أطفال غزة، ورمزًا للطفولة التي تُسلب كل يوم، وللأرواح البريئة التي تحترق وسط نيران لا ترحم.