لين محمود مصطفى صرصور
2021-10-06
أنثى
الأب
2023-12-07
kg1
سليم
نعم
نور الطفولة في العاصفة"
كانت لين مصطفى صرصور، ذات الأعوام الثلاثة، تلعب بشعر دميتها الممزق بين يديها الصغيرتين، وهي جالسة في زاوية بيت جدها الذي تحول إلى ملاذ للنازحين. فرّت عائلتها مع جيرانها إلى هذا المكان بعد أن دمّر القصف منزلهم. رغم صغر سنها، كانت لين تشعر بالخوف الذي يملأ الأجواء، لكنها لم تفهم تمامًا ما يجري حولها.
في تلك الليلة، جلس والدها بجانبها، يضعها في حضنه ويهمس لها بحكايات عن النجوم التي ستعود لتضيء السماء بعد انتهاء العاصفة. كانت تلك الكلمات تهدهد قلبها الصغير، وتُشعرها بالأمان.
فجأة، انقلبت الأوضاع. بدأ صوت اقتحام الحي يقترب، وصارت صرخات الناس تعلو. حمل والد لين طفلته الصغيرة على عجل، وهرع مع الجميع خارج المنزل، في محاولة للهروب من الخطر الداهم.
لكن بينما كان الجميع يركضون في حالة من الفزع، دوى انفجار قوي هزّ الأرض من تحت أقدامهم. سقط والد لين على الأرض، ووقعت الطفلة الصغيرة بجانبه. ببراءتها التي لا تفهم الموت، نادت بصوت مرتعش: "بابا... قوم!" ولكن والدها لم يتحرك.
أحد الجيران التقط لين من بين الحطام، واحتضنها بشدة ليبعدها عن المشهد المروع. كانت تبكي بلا توقف، تمد يديها الصغيرتين نحو والدها، غير مدركة أنه رحل.
وصلت لين في النهاية إلى حضن جدتها، التي احتضنتها بقوة وهي تبكي. كانت الجدة تعلم أن لين فقدت ليس فقط والدها، بل جزءًا من طفولتها في تلك الليلة. لكنها أقسمت أن تحيطها بالحب، وتحميها قدر ما تستطيع.
رغم صغر سنها، حملت لين ذكرى والدها في قلبها. ومع مرور السنين، أصبحت قصتها شهادة على الألم والصمود في وجه قسوة الحياة، وعلى حب والد ضحى بكل شيء ليحمي صغيرته.