روح الروح للإغاثة والتنمية
محمد خالد جمال حمدان
الاسم :

محمد خالد جمال حمدان

تاريخ الميلاد :

2016-02-19

الجنس :

ذكر

المفقود :

الأب

تاريخ الاستشهاد :

2024-02-14

المرحلة التعليمية :

4

الحالة الصحية :

سليم

هل له كفيل :

نعم

"ظل الأب"

كان محمد خالد جمال حمدان، الطفل ذو الثلاثة أعوام، يجلس في حضن والده في بيت جده، الذي أصبح ملجأً لعشرات النازحين بعد أن أجبرتهم الحرب على الفرار من منازلهم. البيت كان مليئًا بالأصوات، بعضها همسات قلق، وأخرى بكاء أطفال يبحثون عن أمان مفقود.

محمد كان يلهو بسيارة صغيرة مهترئة أعطاها له والده، بينما يحاول الأب تهدئته بابتسامة متعبة. همس الأب في أذنه: "لا تخف يا محمد، أنا هنا، وسأحميك دائماً." كلمات الأب كانت وعدًا، ووعده كان كل ما يحتاجه محمد ليشعر بالأمان.

لكن، في منتصف الليل، حدث ما لم يكن في الحسبان. اجتاح الجنود الحي، وانتشر الذعر بين الأهالي. حمل والد محمد صغيره بين ذراعيه، وخرج مسرعًا مع الجموع التي فرت هربًا من الخطر الداهم.

وسط الفوضى، دوى صوت انفجار قوي زلزل الأرض تحت أقدامهم. وقع والد محمد أرضًا، والصغير معه. نهض محمد وهو يبكي، ينادي والده: "بابا، قوم!" لكن والده لم يتحرك. في لحظة قصيرة، أصبح محمد بلا حماية، في عالم أكبر من أن يفهمه.

أحد الجيران، الذي كان يهرب مع عائلته، التقط محمد من بين الركام، واحتضنه وهو يحاول تهدئته. كانت دموع الطفل تتدفق بغزارة، وصوته المبحوح ينادي والده الذي تركه فجأة ودون وداع.

عاد محمد إلى حضن جدته في اليوم التالي، وهي تبكي بحرقة على حفيدها الذي فقد والده في هذه المأساة. حاولت أن تمنحه الأمان والحب، لكنها عرفت أن الجرح الذي تركه فقدان والده سيبقى معه.

مرت الأيام، وكبر محمد ليصبح شابًا يحمل في قلبه ذكرى والده. أصبح والده ظلاً يرافقه، رمزًا للقوة والتضحية. حمل اسم أبيه بفخر، وحكاية رحيله أصبحت درسًا يرويه للعالم عن الألم، والصمود، وعن الأب الذي ضحى بنفسه ليمنح ابنه فرصة للحياة.