روح الروح للإغاثة والتنمية
وفاء محمدالصفدي حازم
الاسم :

وفاء محمدالصفدي حازم

تاريخ الميلاد :

2022-06-14

الجنس :

أنثى

المفقود :

الأب

تاريخ الاستشهاد :

2023-10-26

المرحلة التعليمية :

kg1

الحالة الصحية :

سليم

هل له كفيل :

نعم

أحلام في عيون وفاء"

في قلب حي هادئ من أحياء غزة، كانت هناك طفلة اسمها وفاء محمد حازم الصفدي. في عمرها الصغير، كانت وفاء تتمتع ببراءة وشجاعة لم يعتدها الكثيرون في مثل سنها. كانت تحب اللعب مع أصدقائها في الشارع الضيق الذي كان يعج بالأطفال، حيث كانت تشعر بالسعادة رغم كل ما كان يحيط بها من صعوبات.

كانت وفاء تحب الرسم كثيرًا، وتحلم بأن تصبح رسامة مشهورة يومًا ما. في كل يوم، كانت تجلس في زاوية منزلها المتواضع، ممسكةً بأقلامها وأوراقها، وتبدأ في رسم المناظر الجميلة التي تراها حولها، مثل أشجار الزيتون التي تحيط بالمنزل، أو السماء الصافية التي كانت تشهدها قبل أن تغطيها سحب القصف في الأيام الحزينة.

لكن، في أحد الأيام، بدأ صوت القصف يقترب من حيهم. كانت وفاء تقف في فناء البيت مع والدتها، تشاهد الطائرات تحلق في السماء، وتسمع أصوات الانفجارات التي تهز الأرض. كانت تحاول أن تكون شجاعة، ولكن قلبها كان يخفق بسرعة. نظرت إلى والدتها وقالت، "ماما، هل ستعود الطائرات قريبًا؟"

ابتسمت والدتها بحزن وقالت: "لنعود جميعًا إلى الداخل، وفاء. لكن تذكري أن لدينا أشياء جميلة في حياتنا لا يمكن لأي شيء أن يغيرها، مثل رسوماتك."

دخلت وفاء إلى داخل البيت وجلست على الطاولة الصغيرة، وأخذت ورقة جديدة وبدأت في رسم صورة للسماء الجميلة التي حلمت بها. كانت تلون السماء بالأزرق الفاتح، وتضيف إليها نجومًا صغيرة تلمع في الأفق. كان الرسم بالنسبة لها نوعًا من الهروب، مصدرًا للأمل وسط الزمان العسير.

ومع مرور الأيام، استمرت وفاء في رسم كل ما كانت تحلم به. رغم الظروف الصعبة، كانت رسوماتها تملأ منزلها بألوان الأمل. كانت ترى في كل خط ترسمه رسالة: "حتى وإن كانت الأيام مظلمة، فهناك دائمًا مكان للضوء والفرح."

كبرت وفاء، وصارت تلك الرسومات جزءًا من هويتها. أصبحت تُعرف في الحي بأنها الطفلة التي ترى الجمال وسط الفوضى. حلمها الكبير لم يتوقف أبدًا، وكلما رسمت شيئًا جديدًا، كانت تتذكر كلمات والدتها: "الأشياء الجميلة في حياتنا لا يمكن لأي شيء أن يغيرها."