روح الروح للإغاثة والتنمية
فرح حبيب
الاسم :

فرح حبيب

تاريخ الميلاد :

2023-03-08

الجنس :

أنثى

المفقود :

الأب والأم

تاريخ الاستشهاد :

2024-01-12

المرحلة التعليمية :

kg1

الحالة الصحية :

سليم

هل له كفيل :

لا

"فرح وحلم الأمل"

في أحد الأحياء الفقيرة في غزة، كانت هناك طفلة صغيرة تُدعى فرح حبيب. كانت فرح في العاشرة من عمرها، وكان والدها هو السند الوحيد لها في الحياة. كان رجلًا طيبًا ومحبًا لعائلته، يعمل بجد لتوفير احتياجاتهم البسيطة في ظل ظروف الحياة الصعبة. كان يحب ابنته فرح بشكل خاص، فهي كانت مصدر سعادته في هذا العالم.

فرح كانت تعلم أن والدها هو كل شيء بالنسبة لها. كان يروي لها القصص ويعلمها كيف تكون قوية ومتفائلة، رغم الفقر والظروف التي تحيط بهم. لكن، كما هو الحال مع العديد من الأسر في غزة، جاء يوم الحرب، وعندما اشتدت المعارك في المدينة، فقدت فرح والدها.

كان ذلك في إحدى الليالي العصيبة، حين أصابت قذيفة منزلهم. كانت فرح وأمها وأخواتها في ملجأ صغير تحت الأرض، يحاولون النجاة من القصف. لكن والدها كان في الخارج، يساعد الجيران في إخلاء المنازل المدمرة. وبينما كان يهرع لمساعدة الآخرين، أصابته قذيفة في الشارع، وسقط شهيدًا.

تلقى الجميع الخبر المأساوي وكان الألم لا يُحتمل. أصبح حلم فرح في أن تعيش حياة أفضل، وتحقيق ما كان والدها يأمل أن تفعله في المستقبل، مجرد ذكرى. كانت تشعر بالوحدة والخوف، فقد فقدت الشخص الذي كانت تعتمد عليه في كل شيء.

لكن فرح لم تستسلم. رغم الحزن الكبير الذي كان يعتصر قلبها، حاولت أن تبقى قوية من أجل والدتها وأخواتها. كانت تساعد في المنزل بقدر ما تستطيع، وتعتني بأخواتها، وتحاول أن تملأ الفراغ الذي تركه والدها. لم يكن لديها الكثير من الأشياء لتمنحها لهم، لكن كانت تملك قلبًا مليئًا بالعزم.

ومع مرور الأيام، بدأ حلم فرح في أن تصبح طبيبة يشرق مجددًا. كانت تعرف أن والدها كان يتمنى لها أن تحقق شيئًا عظيمًا في الحياة، وأن تساعد الآخرين. كان لديها إصرار على النجاح في دراستها، على الرغم من الظروف الصعبة.

وفي كل يوم، كانت تتذكر كلمات والدها لها: "أنتِ قوية، ولن يتوقف حلمك أبدًا مهما كانت الظروف. اصمدي، وحققي ما تودين."

كبرت فرح، وواصلت دراستها، حتى أصبحت واحدة من الأطباء المشهورين في غزة. كانت تقدم المساعدة الطبية للمحتاجين، وكرست حياتها لخدمة أهلها ووطنها. على الرغم من أنها فقدت والدها في سن مبكرة، إلا أن ذكراه كانت دائمًا حاضرة في قلبها، وكان حلمها في أن تساعد الآخرين قد تحقق.

فرح أصبحت نموذجًا للأمل والقوة في وجه المعاناة، وكانت دائمًا تقول: "إن لم أتمكن من إحياء والدي، فسأحيي حلمه من خلال عملي."