روح الروح للإغاثة والتنمية

وصية أحمد... وصوت ألاء للخير

"أوصاني ابني أحمد ألا أبكي عليه أبدًا، وأن أوزع الحلوى حين يُستشهد، ووعدني بأن نلتقي في الفردوس الأعلى." بهذه الكلمات التي تحمل ألمًا عظيمًا وإيمانًا لا ينكسر، تروي ألاء سالم، زوجة شهيد وأم مكلومة، حكايتها التي تختصر حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان.  
ألاء سالم  من حي الشيخ رضوان في غزة، عاشت ليلة مأساوية في 13 ديسمبر 2023، حين فقدت زوجها واثنين من أبنائها، أحمد ومحمد، في قصف مروع. وما زالت جثتي طفليها تحت الأنقاض التي خلفتها الغارات الإسرائيلية. هذه الليلة لم تقتصر على فقدان زوجها وأبنائها، بل فقدت ألاء أيضًا والدها وجميع إخوتها الشباب وأخوة زوجها، لتجد نفسها في عائلة بلا رجال، تكافح وحدها وسط الدمار واليتم.  

في تلك الليلة المروعة، تعرض منزل ألاء لقصف من طائرة *F16*. ورغم نجاتها وزوجها من القصف الأول، لم تمهلهم الغارات طويلاً. بعد ساعات، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية زوجها بصاروخ مباشر، لتفقده أمام عينيها. وفي أعقاب ذلك، استشهد باقي أفراد أسرتها بصواريخ دمرت منازل الحي بأكمله. وبينما أُصيبت ألاء بجروح بالغة، أصبحت ابنتاها الصغيرتان، زهرة ذات الخمس سنوات ووردة ذات الست سنوات، أملها الوحيد في هذه الحياة المليئة بالمآسي.  

اليوم، تعيش ألاء مع طفلتيها في ظروف قاسية. لا مأوى لديهن سوى ما تبقى من الركام، ولا ماء ولا كهرباء يساعدهن على تخفيف وطأة البرد القارس والجوع الذي بات جزءًا من حياتهن اليومية. تقول ألاء: "ابني أحمد، الحنون ذو الشعر الجميل والعينين الملونتين، طلب مني أن أوزع الحلوى حين يُستشهد. لكنني حتى الحلوى لم أجدها في هذه المأساة."  
رغم كل ما مرت به، تحاول ألاء التمسك بالحياة من أجل ابنتيها، لكنها اليوم تناشد أهل الخير لتقديم يد العون. تحتاج ألاء إلى دعم لإعادة بناء منزلها الذي دمر بالكامل، وتأمين مصروف شهري يكفي لطفلتيها اليتيمتين اللتين تواجهان الجوع والبرد.  
وقد خصصت *جمعية روح الروح للإغاثة والتنمية* منصة لاستقبال المساعدات التي تحتاجها ألاء وأسرتها المنكوبة، سواء لدعم الأيتام أو لإعادة إعمار منزلها.  
قصة ألاء سالم هي شهادة حية على معاناة العائلات الفلسطينية التي تُركت بلا رجال، بلا مأوى، وبلا أمان. إنها دعوة مفتوحة لكل أصحاب القلوب الرحيمة للمساهمة في تخفيف ألم هذه العائلة المكلومة، التي لم يتبقَ لها سوى إيمانها بالله وأملها في أصحاب الخير. 
ساعدوا زهرة ووردة، فهما شعاع الأمل الذي يحتاج إلى نوركم ليضيء وسط ظلام الحرب