أم نضال سالم... قلبٌ يحمل وطأة الدمار والحرب
في ركام حي الشيخ رضوان شمال غزة، تقف الحجة أم نضال سالم، امرأة سبعينية أثقلتها الحروب والمآسي. يوم 13 ديسمبر 2023 كان شاهدًا على أكبر كارثة عاشتها حياتها؛ قُصفت العمارة السكنية التي لجأت إليها مع عائلتها، فخسرت كل شيء تقريبًا في لحظة واحدة. أكثر من 120 شخصًا كانوا في ذلك المبنى، بينهم جميع أبنائها وزوجها وأزواج بناتها. بقيت وحيدة مع 11 حفيدًا يتيمًا، أغلبهم لم يتجاوز عمره العشر سنوات.
كنت أسمع صراخ الأحفاد تحت الركام، وكان صوتي يصرخ من الداخل: يا رب! خلّصهم. لكن حتى الدعاء توقف بعدما رأيت كل من أحبهم تحت الأنقاض. الوحيد الذي نجا كان الطفل محمد سفيان، عثرنا عليه بين الركام وقد كاد أن يفارق الحياة، ولكن الله كتب له عمرًا جديدًا.
معاناة الأم والأحفاد
الحجة أم نضال ليست فقط أماً مكلومة، بل أصبحت الآن الأم والجدة والمعيلة لـ11 يتيماً فقدوا آباءهم وأمهاتهم في الحرب. تعيش اليوم مع أحفادها في ظروف شديدة القسوة؛ لا طعام يكفيهم، ولا شراب، ولا حتى الملابس تقيهم برد الشتاء القارس. تقول:
الأطفال يستيقظون من الجوع، يسألون عن آبائهم وأمهاتهم. كيف أجيبهم؟ وأنا نفسي أعاني من الضغط والسكري، بالكاد أستطيع الوقوف على قدميّ. لقد أصبحت حياتي كلها كفاحًا لأجلهم، أبحث عن القليل لإطعامهم، وعن أي وسيلة تمنحهم الأمل."*
نداء استغاثة من أم نضال
في ظل هذا الوضع الإنساني الكارثي، تناشد أم نضال أهل الخير والمجتمع الدولي:
*"هؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا جميعًا. أناشدكم من أعماق قلبي أن تمدوا يد العون. الأطفال يحتاجون إلى طعام وشراب ودواء وملابس وتعليم، وكل شيء فقدناه مع منازلنا وعائلاتنا. جمعية روح الروح للإغاثة والتنمية هي ملجأ أملنا الوحيد. ساعدونا لنمنح هؤلاء الأطفال حياة تليق بطفولتهم."*
شهادة على معاناة غزة
قصة الحجة أم نضال سالم هي واحدة من آلاف القصص المأساوية التي تتكرر يوميًا في غزة، حيث يصبح الموت والحزن لغة الحياة. إنها دعوة إنسانية صادقة لتكاتف الجهود لإغاثة من فقدوا كل شيء، ولم يبقَ لهم سوى الأمل في قلوب أهل الخير.
لنكن يدًا واحدة من أجل أم نضال وأحفادها، ولنخفف عنهم وطأة هذه الحرب الظالمة.