شام نائل يوسف العربي، طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها، كانت تعيش مع عائلتها الكبيرة في منزل بسيط يعج بالحب والدفء رغم ضيق الحال. كانت شام تحب اللعب مع إخوتها وجديها، وتنتظر بفارغ الصبر عودة والدها من عمله كل مساء، لتجلس بجانبه وتحكي له عن أحلامها الصغيرة.

لكن الحرب التي لا تميز بين صغير وكبير، اقتحمت حياتهم بهمجيتها. في إحدى الليالي المظلمة، بينما كانت العائلة نائمة، دوى صوت قصف هائل هز أركان المنزل. استيقظ الجميع مذعورين، ولم يجدوا مكانًا يهربون إليه. حاول والد شام أن يطمئنهم، لكن القصف كان أقوى وأسرع، وانهار المنزل فوق رؤوسهم.

عندما استيقظت شام وسط الركام والغبار، لم تستوعب ما حدث. كانت تنادي بصوت مرتجف على والدتها، ثم على والدها وإخوتها، لكن لم يجبها أحد. شعرت بالوحدة والبرد، وبدأت دموعها تسيل دون توقف.

مرت الساعات، وتمكن رجال الإنقاذ من إخراجها من تحت الأنقاض. كانت الناجية الوحيدة من عائلتها. أصبحت شام يتيمة بلا مأوى، تحمل في قلبها الصغير ألم فقدان أحبائها وذكرياتهم التي لن تعود.

رغم الحزن الذي غلف حياتها، بقيت شام مثالًا للبراءة التي ترفض الاستسلام. كانت دائمًا تقول إنها تريد أن تصبح مهندسة يومًا ما، لتبني بيوتًا آمنة للأطفال، حتى لا يعيش أحد ما عاشته هي من خوف وضياع. قصتها تظل رمزًا لمعاناة أطفال الحروب، لكنها أيضًا رسالة أمل بأن الغد قد يحمل شيئًا أفضل.