سما محمد ناهض البطش
2018-06-06
أنثى
الأب
2024-04-11
1
سليم
نعم
"سما وأمل جديد"
في إحدى أحياء غزة التي كانت تعج بالذكريات الجميلة والحكايات البسيطة، عاشت الطفلة الصغيرة سما محمد ناهض البطش. كانت سما في السابعة من عمرها، وكان قلبها مليئًا بالبراءة والابتسامة التي لا تفارق وجهها أبدًا. رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط بها، كانت سما دائمًا تفيض بالأمل والطموح.
كانت سما تحب اللعب مع أصدقائها في الشوارع الضيقة، رغم أن الحرب والدمار كانا يخيمان على كل شيء. كان لها حلم كبير بأن تصبح مهندسة في المستقبل، تبني بيوتها وأحلامها وسط الأنقاض التي خلفتها الحروب. كانت دائمًا تتخيل نفسها وهي تبني مدنًا جميلة وآمنة، في وقت يعم فيه السلام على بلادها.
في أحد الأيام، تعرّض حيّهم للقصف العنيف، وكان الدمار يحيط بكل مكان. كانت سما مع والدتها في المنزل، وأخذتها يدها نحو الملجأ مع شقيقتها الصغيرة. لكنها رغم الخوف الذي كان يسيطر على الجميع، تذكرت كلمات والدتها التي قالتها لها مرارًا وتكرارًا: "مهما كانت الظروف، لا تفقدي الأمل، فأنتِ قادرة على تجاوز أي صعوبة."
أثناء وجودهم في المأوى، كانت سما ترى الأطفال الآخرين يبكون، وعندما نظروا إليها، ابتسمت وقالت لهم: "كل شيء سيكون بخير، طالما هناك أمل في قلوبنا." كانت كلماتها تملأ المكان بالهدوء، وكأن الأمل الذي في قلبها قد انتقل إلى الآخرين. بدأ الأطفال يهدؤون، وتذكّروا أن الأمل في الحياة هو الذي يجعلنا نستمر في مواجهة الصعاب.
مرت الأيام، ومع هدوء الوضع قليلاً، عادت سما مع عائلتها إلى منزلهم المدمّر. لكن هذه المرة، كان لدى سما شعور مختلف؛ فقد بدأت تساعد والدتها في ترتيب المنزل وإعادة بناءه، ولو بحجم صغير. وكانت كلما واجهتهم صعوبة، تبتسم وتقول: "هذه بداية جديدة، ونحن أقوى من أي وقت مضى."
كبرت سما وهي تحمل في قلبها رسالة الأمل والصمود، وعندما كبرت وأصبحت مهندسة، تحقق حلمها في بناء الأماكن الجميلة التي كانت تحلم بها في طفولتها. كانت تعلم أن الأمل كان هو الذي جعلها تقف وتواجه الصعاب، وهو الذي ساعدها على بناء عالم أفضل لنفسها ولمن حولها.