عاصم عبد الرازق المملوك
2010-06-09
ذكر
الأب
2023-10-14
8
سليم
نعم
"عاصم وأيام الشجاعة"
في إحدى مناطق غزة، حيث يملأ القلق والدمار الأفق، كان هناك طفل يدعى عاصم عبد الرازق المملوك. كان عاصم في الرابعة عشرة من عمره، ولكنه كان يحمل قلبًا كبيرًا وقدرة على تحمل المسؤولية تفوق سنه. منذ أن كان صغيرًا، تعلم عاصم أن الحياة ليست دائمًا سهلة، وأنه يجب على الإنسان أن يكون قويًا حتى في أصعب اللحظات.
كان عاصم هو الابن الأكبر في عائلته، وكانت أمه تعتمد عليه بشكل كبير في تحمل مسؤولية البيت والعناية بأخواته البنات. كان والد عاصم قد استشهد في أحد الحروب السابقة، ومنذ ذلك الحين، أصبح عاصم هو الرجل الأول في البيت، وكان يعتبر نفسه مسؤولا عن أمه وأخواته.
على الرغم من صغر سنه، كان عاصم دائمًا يسعى لراحة عائلته. في يوم من الأيام، تعرض حيهم لقصف عنيف. أصوات الانفجارات ملأت المكان، وركض الناس إلى الملاجئ. كانت أمه تشعر بالقلق على أطفالها، لكن عاصم كان ثابتًا في مكانه، يطمئنها ويعدها بأنهم جميعًا سيكونون بخير. كان يحاول أن يكون هو السند القوي لأمه وأخواته في تلك اللحظات المظلمة.
"لا تقلقي يا أمي، كل شيء سيكون بخير. نحن أقوياء، وأنتِ دائمًا علّمتِنا أن الأمل هو ما يجعلنا نتحمل"، قال عاصم وهو يمسك بيد والدته بكل حنان، محاولًا أن يعطيها القوة.
في تلك اللحظة، شعر الجميع بالاطمئنان، وكان عاصم يشعر أن عليه مسؤولية كبيرة وأنه يجب عليه أن يكون البطل في حياة عائلته. ومع مرور الأيام، وبعد أن انتهت الأوضاع الصعبة، بدأ عاصم وأسرته في إعادة بناء حياتهم. ساعد عاصم أمه في كل شيء، وكان دائمًا يقدم المساعدة لإخواته الصغيرات. كما كان يعود إلى دراسته بكل اجتهاد، وكان حلمه أن يصبح مهندسًا في المستقبل، ليتمكن من بناء حياة أفضل لأسرته وبلده.
كبر عاصم ليصبح شابًا قويًا، يحمل قلبًا مملوءًا بالأمل والإرادة. أصبح مثالاً يُحتذى به في القوة والشجاعة، ولم ينسَ أبدًا كيف كان مصدر القوة والسند لأسرته في أصعب الأوقات.