كان الطفل يوسف  يعيش في غزة مع والده ووالدته. كان يوسف يحب والده كثيرًا، وكان دائمًا يشعر بالأمان والراحة في حضنه. كان والده يعمل بجد من أجل توفير حياة أفضل لعائلته، وكان يعتبر يوسف أغلى ما يملك في هذه الحياة. كانت أيامهما مليئة بالضحك واللعب، وكان يوسف ينظر إلى والده كأبٍ بطلاً يحميه من كل شيء.

لكن في السابع من أكتوبر، انقلبت حياتهم رأسًا على عقب. في ذلك اليوم، اندلعت الحرب في غزة بشكل مفاجئ، وكانت القذائف والصواريخ تتساقط على المدينة من كل جهة. كان يوسف في البيت مع والدته، بينما كان والده في مكان آخر يؤدي واجبه.

في صباح ذلك اليوم، شعر يوسف بشيء غريب في الهواء. كان الخوف يملأ المكان، وبدأت أصوات الانفجارات تهز الجدران. والدته أخذته بين ذراعيها وركضت به إلى مكان آمن داخل البيت، ولكن انفجارًا عنيفًا وقع بالقرب منهم. بعد ساعات من التوتر والخوف، وصل الخبر الحزين: والد يوسف استشهد في الهجوم.

على الرغم من الحزن العميق الذي ملأ قلبه، بدأت حياة يوسف ووالدته تتحول تدريجيًا. بدأ يوسف يعتاد على الحياة بدون والده، ولكن ذاكرته كانت مليئة باللحظات الجميلة مع أبيه. كانت والدته تحاول أن تعطيه الأمل في كل يوم، تروي له قصصًا عن شجاعة والده وكيف كان يحبهم بشدة.