جنة، طفلة صغيرة لا تتجاوز اربع سنوات  تعيش في غزة وسط الظروف الصعبة التي يمر بها أطفال كثيرون في مناطق النزاع. كانت جنة تتمتع بحياة هادئة مع عائلتها، تلعب وتضحك مع إخوانها، كانت عائلتها  مصدر سعادتها، حيث كانت تحلم بمستقبل مشرق، تلعب مع أصدقائها وتدرس لتصبح ما تريد.

لكن في السابع من أكتوبر، انقلبت حياتها وحياة العديد من العائلات في غزة رأسًا على عقب. في ذلك اليوم، هاجمت الطائرات المدينة، وتعرضت العديد من الأحياء السكنية والمرافق الحيوية للقصف، بما في ذلك منزل جنة فقدت جنة كل شيء في لحظة واحدة: بيتها،وأصدقائها، كما فقدت والدها الذي استشهد في إحدى الهجمات.

بعد تلك اللحظة المأساوية، اضطرّت جنة وعائلتها للنزوح من منازلهم المحطمة واللجوء إلى مخيمات النازحين، حيث يعانون من ظروف قاسية للغاية. في المخيم، يعيشون في خيم ضيقة دون أبسط المقومات الحياتية مثل الماء والكهرباء، وتزداد المعاناة في ظل الافتقار إلى الأمان والخدمات الأساسية.

على الرغم من فقدانها لكل شيء، تبقى جنة صغيرة مليئة بالأمل. لا تزال تتمنى ان تعود الايام للعب مع أصدقائها. تظل تروي لوالدتها في كل لحظة، أنها تريد أن تصبح طبيبة أو معلمة في المستقبل، وتقول دائمًا: "سأكون قوية مثل أمي"، لتظل قوة وإرادة الأطفال في أوقات الحرب مثالًا على الصمود والتحدي.

قصة جنة هي قصة تتكرر مع العديد من الأطفال في مناطق النزاع. هي قصة تتحدث عن آلام الفقد، ولكنها أيضًا تجسد الأمل المستمر في غدٍ أفضل. جنة تمثل الصوت الذي يحتاج إلى أن يُسمع، وصوت أطفال يتطلعون إلى المستقبل، ولكنهم في حاجة ماسة إلى الدعم والمساعدة ليتمكنوا من تحقيق أحلامهم في عالمٍ يعمه السلام.